عاصمة الكاهنة - بغاي -
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عاصمة الكاهنة - بغاي -

مرحبا بكم في منتداكم المميز واللذي يعرفكم عن معالم واثار بلدية بغاي التاريخية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولمقتل كاهنة البربر M5znk-f5bbdee105

 

 مقتل كاهنة البربر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
zaki
Admin
zaki


عدد المساهمات : 45
تاريخ التسجيل : 10/05/2009
العمر : 39
الموقع : www.zaki40.yoo7.com

مقتل كاهنة البربر Empty
مُساهمةموضوع: مقتل كاهنة البربر   مقتل كاهنة البربر Icon_minitimeالثلاثاء مايو 12, 2009 6:05 pm

زعيمة البربر قاومت الفتح الاسلامي لشمال افريقيا بضراوة شديدة
لقيت مصرعها علي يد جيش حسان الغساني لتنتهي آخر مقاومة للبربر




ولنعد إلي الوراء قليلا.. حينما كانت الجيوش الاسلامية في عهد بني أمية تقوم بفتوحات هائلة، سواء في الجناح الشرقي للامبراطورية الأموية حيث وصل المسلمون إلي غربي الصين، ودخلوا السند علي أيدي قتيبه بن مسلم ومحمد بن القاسم، أو في الجناح الغربي حيث واصلت الجيوش الاسلامية زحفها لاخضاع الشمال الافريقي ومجابهة الروم والبربر علي السواء، بهدف نشر دين الاسلام من جهة ولتأمين حدود البلاد الاسلامية من خطر الروم الذين كانوا ما يزالون يسيطرون علي البحر، ويناوشون المسلمين في شمال افريقيا.

* * *

وقد كان حسان واحدا من كبار القادة المسلمين في عهد عبدالملك بن مروان، وينتسب إلي آل غسان، وقد استطاع أن يقضي علي أحد قادة البربر المتعاون مع الروم وهو كسيله، سنة 74 ه: 693م، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان بعد قتل كسيله هذا، ففي الوقت الذي ظن فيه القائد العربي المنتصر أن الطريق أمام فتوحاته لن يعوقها عائق، واذا به يسمع عن زعيمة من البربر ظهرت في جبل الأوراس، وأنها قد جمعت البربر حولها، وأنها قررت التصدي للفاتحين المسلمين، وكانت في الخمسين من عمرها، ذات شخصية قوية، ولديها القدرة علي الاتيان بأعمال السحر والكهانة، وأقنعت من حولها بأنها تستطيع أن تتنبأ بالمستقبل!
ولم يعرف لهذه السيدة اسما، بل أن الأساطير والقصص الشعبية تطلق عليها اسم داهيا بنت داهيا!
كانت تتحصن في جبال الأوراس، وهي في الطرف الشرقي لجبال الأطلسي بالجزائر، وتصدي لها حسان، ولكنها هزمته، واضطر إلي الارتداد إلي برقة.. فقد استطاعت الكاهنة أن تخرجه من افريقيا وطرابلس!!
ووجدت الكاهنة أن نفوذها قد زاد بين أعوانها بعد هذا الانتصار، وهداها تفكيرها إلي قطع الطريق علي عودة المسلمين مرة ثانية لغزو افريقيا، فحطمت الطرق، وحرقت الحقول بما فيها من ثمار وأشجار، بل أمرت بهدم القري، مما كان له أسوأ الأثر علي المواطنين الذين وجدوا أن بيوتهم قد هدمت، وأن مزارعهم قد حرقت، وأن الطرق الممهدة قد أزيلت فأرسلوا إلي حسان من جديد يطلبون منه العودة ومحاربة هذه الكاهنة التي حولت حياتهم إلي جحيم لايطاق!

* * *

في نهاية القرن السابع الميلادي 698م، كان حسان قد طلب مددا من الخلافة الأموية، وجاءه المدد، وقد عرف أن هذه الكاهنة قد خربت البلاد (تونس الحالية) وأنها قد أسرت أحد المسلمين العرب وهو خالد بن يزيد، وأنها اتخذته مشيرا لها، ولكن الرجل لم ينس أنه أسير، ولم ينس أنه عربي مسلم، فكان يراسل حسان سرا، ويبعت له بتحركات هذه الكاهنة.

* * *

وقرر حسان أن يعاود الزحف من جديد ليعيد الأراضي التي أخذتها هذه الكاهنة ومن معها من البربر، وفي نفس الوقت يحقق هدف البربر الذين أرسلوا إليه لكي ينقذهم من سياسة هذه الكاهنة التي هدمت دورهم، وحرقت ثمار أشجارهم.
وزحف جيش المسلمين بقيادة حسان، وهو مصمم علي الانتصار مهما كانت أشواك الطريق، وتقدم الجيش نحو جبال الأوراس، ونظرت الكاهنة حولها وهي تري جيوش الاسلام تحارب بضراوة، وأيقنت أنها لن تكسب هذه المعركة، وأنها مهزومه لامحالة، فهي تري رجالا يتمنون الموت لتوهب لهم الحياة، كما كانت وصية أبي بكر الصديق لجيوشه المتجهة لمجابهة الفرس والروم، وحقق قادة الاسلام الأوائل بهذه النصيحة النصر علي الامبراطورية الفارسية، والامبراطورية الرومانية، ومن هنا فقد أثر جيش حسان الموت، وأن أمامه النصر أو يفوز بالشهادة..
ووسط جبال بالغة الوعورة، حارب جيش حسان، وانتصر!
والغريب أن هذه الكاهنة، وهي تري أن الدائرة تدور علي جيشها، طلبت من خالد بن يزيد أن يرعي ولديها، وأن يطلب من حسان أن يقوم برعايتهما، لأنها مقتوله لامحالة، وهي تعرف أن أخلاق المسلمين تسمح لهم بالحفاظ علي ولديها، رغم ما بينها وبينهم من حروب!
ووعدها خالد بن يزيد أنه سيطلب من حسان هذا المطلب، وأنه سوف يحقق هذا الوعد!

* * *

وقاتلت الكاهنة قتالا عنيفا، وقد قررت القتال حتي الموت!
وقتلت بالفعل في هذه المعركة، بعد أن خسرتها، وقد أيقنت تماما أن الزحف الاسلامي سوف يواصل تقدمه نحو الشمال الافريقي كله، ويثبت دعائم حكمه حتي المحيط الاطلنطي.

* * *

ويقول الدكتور حسين مؤنس:
: وعندما وصل إلي حسان الامدادات سنة 79 ه /698م نهض للقاء الكاهنة ولانقاذ المسلمين في افريقيا، وكذلك لاغاثة البربر الذين استنجدوا به، فزادت الكاهنة في عمليات التخريب حتي جعلت البلاد التي تعرف بتونس الآن خرابا، ويسمي المؤرخون ذلك بخراب افريقيا الأول، وسيكون هناك خراب ثان لافريقيا علي يد العرب الهلالية في القرن الخامس الهجري كما يقولون.
ويذهب المؤرخون الفرنسيون إلي القول بأن ذلك التخريب الأول لم يتم علي أيدي الكاهنة وانما قام به العرب أنفسهم ونسبوه إلي الكاهنة معتمدين في ذلك علي بعض أراء خاطئة لابن خلدون يقول فيها.
: ان العرب اذا دخلوا قطرا عامرا خربوه'.
ومن أقواله أيضا.
'اذا عربت خربت'.
وذلك في اطار تفكيره عن الصراع بين البدو والحضر، وقوله هذا داخل فيما يسمي بدورة العمران.
ويري الدكتور حسين مؤنس أن هذه كلها أراء غير سليمة في جملتها، وخاصة فيما يتصل بكلامه عن موقف العرب من الحضارة، وزعمه أنهم لايتغلبون إلا علي البسائط (جمع بسيط) وذلك كله ينبغي أن يكون اليوم موضع دراسة جادة منا نحن العرب (أي لابد لنا من إعادة النظر في أراء بن خلدون هذه) ويقول أيضا.
ويذكر المؤرخون العرب وخاصة عبدالرحمن بن عبدالحكم: 'أن افريقيا كانت ظلا واحدا من برقه إلي طنجة فخربت ذلك كله الكاهنة' ويري مؤرخنا الدكتور حسين مؤنس أن هذه أيضا مبالغة وعدم فهم من ابن عبدالحكم، فأولا لم تكن افريقيا بهذا العمران عند الفتح العربي.
وثانيا: ليس من المعقول أن تخرب امرأة واحدة ذلك العمران كله.
ونستطيع اليوم تفسير هذه الظاهرة أن نقول:
إن الكاهنة بالفعل قامت ببعض أعمال التخريب للأسباب التي ذكرناها، واستمر التخريب بعد ذلك لسوء الحكم وسياسات الولاة، وما ستري من الصراع الشديد بين العرب فيما بين بعضهم وبعض من ناحية، وبين العرب والبربر من ناحية أخري.
ثم كان اللقاء الحاسم بين حسان والكاهنة وسط جبال الأوراس، وكان خالد بن يزيد يراسل حسانا ويبلغه سرا بأحوال الكاهنة، وتذمر الناس من أعمالها وأحست هي بأنها لن تستطيع الصمود أمام العرب مرة أخري، وتنبأت بأنها مقتوله، فنادت خالد بن يزيد وطلبت إليه أن يستأمن لولديها عند حسان وفعل خالد بن يزيد ذلك.. أما هي فصمدت وقالت انها لابد أن تحارب حتي الموت لأن الملوك لايستسلمون.
وفي سنة 80 ه/ 699 م، أي بعد عودة حسان إلي افريقيا بنحو عام، دارت المعركة الحاسمة في موضع من جبال الأوراس لاتعرفه علي وجه التحديد، ولكن المؤرخين يقولون ان المعركة كانت عند نهر نيتي ولانعرف نهرا في افريقيا أو المغرب بهذا الاسم. علي أي حال انقض العرب ببسالتهم المعروفة علي جيش الكاهنة وقتلوها وقضوا بذلك علي المقاومة الفعلية للبربر في ذلك الجناح الغربي من الدولة الاسلامية'.

* * *
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://zaki40.yoo7.com
 
مقتل كاهنة البربر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عاصمة الكاهنة - بغاي -  :: تاريخ الكاهنة :: تاريخ الكاهنة-
انتقل الى: