عاصمة الكاهنة - بغاي -
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عاصمة الكاهنة - بغاي -

مرحبا بكم في منتداكم المميز واللذي يعرفكم عن معالم واثار بلدية بغاي التاريخية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولمرحلة انهزام الكاهنة على يد حسان بن النعمان M5znk-f5bbdee105

 

 مرحلة انهزام الكاهنة على يد حسان بن النعمان

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
إسماعيل لعور




عدد المساهمات : 15
تاريخ التسجيل : 11/05/2009

مرحلة انهزام الكاهنة على يد حسان بن النعمان Empty
مُساهمةموضوع: مرحلة انهزام الكاهنة على يد حسان بن النعمان   مرحلة انهزام الكاهنة على يد حسان بن النعمان Icon_minitimeالثلاثاء مايو 12, 2009 2:45 pm

مرحلة انهزام الكاهنة على يد حسان بن النعمان:

بعد مرحلة الهزيمة والانكسار الشنيع، قرر حسان بن النعمان أن يعيد الكرة لمقاتلة الكاهنة، فأمده الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان على وجه الاستعجال بإمدادات عسكرية وعتاد ومؤن على الرغم من انشغالاته الكثيرة بإخماد الثورات المعارضة في الشرق وشبه الجزيرة العربية، فاتجه حسان بجيشه صوب مملكة الكاهنة لمنازلتها بعد أن جمع كل المعلومات التي أرسلت له من قبل معاونه خالد بن يزيد والتي تتعلق بالأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية التي كانت عليها مملكة الأوراس الجزائرية في ظل الحكم الاستبدادي الذي كانت تنهجه الكاهنة ، حيث استطاعت هذه المرأة الحديدية أن تقبض على أنفاس الشعب الأمازيغي بقوة وصلابة.

ولما علمت الكاهنة بحملة حسان بن النعمان ، ارتأت أن تلتجئ إلى سياسة الأرض المحروقة لدفع العرب الفاتحين للتراجع عن غزو الجزائر والمغرب على حد سواء، فقالت لأنصارها:” إن العرب لايريدون من بلادنا إلا الذهب والفضة والمعدن، ونحن تكفينا منها المزارع والمراعي، فلا نرى لكم إلا خراب بلاد أفريقية كلها حتى ييأس منها العرب فلا يكون لهم رجوع إليها إلى آخر الدهر”.

وقد دفعتها هذه السياسة التخريبية التي نهجتها بدون حكمة وترو إلى تعجيل نهايتها المأساوية، حيث احتج البرابرة على الدمار الذي لحق أفريقيا، وثار كل الناس بما فيهم الروم والعرب والبربر واليهود على هذا الإجرام البيئي الخطير الذي لم يشهده تاريخ الإنسانية من قبل بهذا الحجم الخطير، فأصبحت أفريقيا بهذا الفعل المشين أرضا مهجورة من سكانها، وبقعة قاحلة ، وحديقة جرداء، وصحراء موحشة، وثغورا مخيفة

ويرصد ابن عذاري أثر هذه الكارثة البيئية على العمران البشري فيقول: ” وخرج يومئذ من النصارى والأفارقة خلق كثير مستغيثين مما نزل بهم من الكاهنة فتفرقوا على الأندلس وسائر الجزر البحرية”.

وهكذا وجهت الكاهنة” قومها إلى كل ناحية يقطعون الشجر، ويهدمون الحصون، فذكروا أن أفريقيا كانت ظلا واحدا من طرابلس إلى طنجة وقرى متصلة، ومدائن منتظمة، حتى لم يكن في أقاليم الدنيا أكثر خيرات، ولا أوصل بركات، ولا أكثر مدائن وحصونا من إقليم أفريقية والمغرب…. وخرج يومئذ من النصارى والأفارقة خلق كثير، مستغيثين مما نزل بهم من الكاهنة، فتفرقوا على الأندلس وسائر الجزائر البحرية.

لقد أضر هذا العمل التخريبي بقضية الكاهنة ضررا عظيما، لأنه إذا كان قد وجد من أهل البلاد من يؤيدها في مناهضة العرب وطردهم من البلاد، فليس فيهم من يقف مكتوف الأيدي إزاء التخريب الذريع الذي اختارته الكاهنة للبلاد على يديها وأخذوا يعارضون الكاهنة ويناجزونها، فاضطرب الأمر بيدها، وانقلب أمر البلاد من سيء إلى أسوإ.

هكذا تضعضع سلطان الكاهنة في بلادها : إدارة سيئة، وظلم للناس، وتخريب للبلاد، وحكم مرتجل لاهدف له ولاغاية”.

ويذهب عبد الله العروي إلى أن” الملاكين، رومان وبيزنطيين، تضايقوا من نفوذ بربر الأوراس بمجرد ما رحلت الجيوش العربية، تماما كما تضايق البيزنطيون قبل مائة سنة من نفوذ أنطالاس الذي أعانهم على صد جموع يابدن. أما الكاهنة فإنها أرادت أن تحافظ بكل الوسائل على وحدة القيادة، وهذا السلوك العنيد سمي فيما بعد بسياسة الأرض المحروقة.”.

ولكن الكاهنة لم تفهم مقاصد سياسة حسان بن النعمان ونواياه التوسعية جيدا ، فقد اعتقدت أنه لم يأت إلى بلاد المغرب والجزائر إلا لجمع الغنائم والثروات أو قصدها لاحتلال البلاد واستعباد العباد، بل كان الهدف الحقيقي لغزواته وفتوحاته التي غربت بعد أن شرقت الغزوات الأخرى من قبل القادة المسلمين الآخرين هو العمل على نشر الإسلام وإخراج الناس من ظلمات الجهل والوثنية إلى نور الهداية والعلم وعبادة الله وحده لاشريك له.

وهكذا خرج حسان بجيشه العتيد إلى الأوراس لمحاربة الكاهنة بعد تذمر البربر من تصرفات ملكتهم المستبدة الجائرة، وقد حظي حسان بعد فعلة الكاهنة الشنيعة بتأييد السكان المحليين وبتأييد الروم الغاضبين من بطش الكاهنة. فساعده الأمازيغيون في حملته العسكرية بالأموال والرجال ، حيث قال ابن عبد الحكم: ” إنه كان مع حسان جماعة من البربر من البتر”.

ووجدت الكاهنة نفسها أنها ستهزم وستقتل فتنبأت بمصيرها قبل الدخول في الحرب فقالت لابنيها:” إني مقتولة وأعلمتهم أنها رأت رأسها مقطوعا موضوعا بين يدي ملك العرب. فقال لها خالد: فارحلي بنا وخلي له عن البلاد فامتنعت ورأته عارا لقومها”.

لكنها رأت في نفس الوقت أن يأخذ أبناؤها الأمان عن طريق انضمامهم إلى جيوش حسان بن النعمان والعمل على نشر الإسلام فقال لها خالد وأولادها:” فما نحن صانعون بعدك، فقالت: أما أنت يا خالد فستدرك ملكا عظيما. وأما أولادي فيدركون سلطانا مع هذا الرجل الذي يقتلني ويعقدون للبربر غرائم ، ثم قالت: اركبوا واستأمنوا إليه”.

وقد نشبت المعركة فعلا بين الكاهنة وحسان كما كانت تتوقع في منطقة بجبال الأوراس سميت فيما بعد ببئر الكاهنة حوالي 79هـ أو 80هـ. وقد قال الثعالبي في حق الكاهنة:” وبعد معركة صارمة ذهبت هذه المرأة النادرة ضحية الدفاع عن حمى البلاد”.

وبعد مقتل الكاهنة ، عاد حسان بن النعمان إلى القيروان سنة 82هـ دون أن يجد في طريقه مقاومة تذكر، وفي نفس الوقت، صالح البربر على شروط، وأعطى الأمان لولدي الكاهنة بعد تدخل يزيد بن خالد لديه.

وتقول الروايات التاريخية في هذا المنحى:” سار حسان نحو العاصمة الإفريقية دون أن يلقى مقاومة في الطريق وذلك لتواجد العناصر الأمازيغية التي أسلمت في هذه الفترة والتحقت بالجيوش العربية، فالنصوص تقول: إنه بعد انهزام البربر تم الصلح بينه وبينهم على أن يمدوه بــــ 12 ألف رجل يجاهدون معه وإنه قسم تلك القوة إلى جماعتين، وأوكل قيادة كل منهما إلى أبناء الكاهنة”.

وقال ابن عذاري أيضا في هذا الأمر بعد مقتل الكاهنة:” وكان مع حسان جماعة من البربر استأمنوا إليه فلم يقبل أمانهم إلا أن يعطوه من قبائلهم اثني عشر ألفا يجاهدون مع العرب، فأجابوه وأسلموا على يديه، فعقد لولدي الكاهنة لكل واحد منهما على ستة آلاف فارس وأخرجهم مع العرب يجولون في المغرب يقاتلون الروم ومن كفر من البربر”.

أما الثعالبي فيورد معلومات دقيقة عن حملة حسان بن النعمان بقوله:” وندب ولدي الكاهنة فعقد لكل واحد منهما على ستة آلاف من أولئك المواطنين وخولهما أسمى رتب الجيش ناهيك برتبة القيادة، فأخرجهم وسير معهم ستة آلاف من العرب لاكتساح المرتدين في موريطانيا وجعل مقرهم ثغر طنجة وأقام لهم المعلمين يعلمونهم العربية والدين”.
وبعد أن قضى حسان بن النعمان على الكاهنة وعلى البيزنطيين المتواجدين بالثغور الأفريقية، نعم المغرب الكبير في عهده بالاستقرار لسنوات عدة بفضل سياسة حسان الحازمة، حيث لم يرغم البربر على الإسلام ، بل بقي العديد من سكان تامازغا على وثنيتهم ونصرانيتهم ويهوديتهم مع إيفائهم بواجبهم في الخراج.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
zaki
Admin
zaki


عدد المساهمات : 45
تاريخ التسجيل : 10/05/2009
العمر : 39
الموقع : www.zaki40.yoo7.com

مرحلة انهزام الكاهنة على يد حسان بن النعمان Empty
مُساهمةموضوع: رد: مرحلة انهزام الكاهنة على يد حسان بن النعمان   مرحلة انهزام الكاهنة على يد حسان بن النعمان Icon_minitimeالثلاثاء مايو 12, 2009 3:12 pm

مرحلة انهزام الكاهنة على يد حسان بن النعمان %D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%83-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%81%D9%8A%D9%83
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://zaki40.yoo7.com
 
مرحلة انهزام الكاهنة على يد حسان بن النعمان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الكاهنة أو ديهـــيا
» اجمل الاغاني على الكاهنة
» الكاهنة البربرية في فيلم فرنسي
» دهيا (الكاهنة) ملكة الأمازيغ
» الكاهنة أو ديهيا بربرية وليست اليهودية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عاصمة الكاهنة - بغاي -  :: تاريخ الكاهنة :: تاريخ الكاهنة-
انتقل الى: